الوهن العصبي ... NEURASTHENIA

مقدمة :

الانسان كما اخبرنا الحق تبارك وتعالى خلق من طين الارض ونفخة من روح الله نعالى مصدقاً لقوله ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ 71 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِيفَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 2 7) بسورة ص:71،72 ... ومن هذا يتضح ازدواجية النفس البشرية ، فقبضة الطين هذه التي خلق منها آدم تتمثل في مختلف مطالب الجسم الحيوية اللازمة لحفظبقائه وبهذا فيمثل الجانب المادي ... اما الجانب الروحاني فيشتمل على كل السلوكياتالمعنوية التي يمارسها الانسان في حياته ، وعلى الرغم من كل ما سبق ذكره فالانسان لا يتكون من عنصرين منفصلين بل العنصران ( المادي والروحي ) مختلطان مترابطان .

ومن هنا فصحة الانسان الجسمانية والنفسية مترابطان وكل منهما قد يؤثر على الاخر ولكي يستطيع الانسان ان يكون باحسن حلاته يجب ان يتمتع بصحة نفسية جيدة ...

خصائص الصحة النفسية :



1. قدرة الانسان على الصبر والتفائل والاستبشار بالحياة.
2. قدرته على مواجهة الازمات وتقبل الانسان لذاته وتقبله للاخرين.
3. الكفاية في العمل والانتاج وعلى ضبط نفسه.
4. قدرة الانسان على تحمل المسئولية وعلى تكوين علاقات مبنية على الثقة المتبادلة.
5. قدرة الانسام على التضحية والفداء واتخاذ اهداف حقيقية.
6. الاستقرارالاسري والمهني وقدرة الانسان على الانتباه والتركيز .
7. احترام قيم المجتمه وشعورة بالسعادة .
8. تواضع الانسان مع اخيه الانسان واقباله على التعلم .
9. تحري الصدق في اقواله وافعاله وقدرة الانسان على العفو والتسامح .

ولكن نتاج لضغوط الحياة قد يتعرض الانسان للكثير من الضغوط والتي قد تؤثر على صحته النفسية بالسلب ويتعرض لامراض نفسية ناخذ بنها بالتحليل والدراسة ... (الضعف العصبي ) وهو احد انواع العصاب النفسي .


ما هو العصاب النفسي :-


العصاب هو اضطراب وظيفي في الشخصية بين العادي وبين الذهان ، وهو حالة مرضية تجعل حياة الشخص العادي اقل سعادة ، ويعتبره البعض صورة مخففة من الذهان .

وأعراض العصاب تمثل رد فعل الشخصية أمام وضع لا تجد له حلا بأسلوب آخر ، أي انه يمثل المظهر الخارجي للصراع و التوتر النفسي و الخلل
الجزئي في الشخصية .

و العصاب ليس له علاقة بالأعصاب ، وهو لا يتضمن أي نوع من الاضطراب التشريحي أو الفسيولوجي في الجهاز العصبي ، وكل ما في الأمر اضطراب وظيفي دينامي انفعالي نفسي المنشأ يظهر في الأعراض العصابية وهناك فرق بين العصاب و المرض العصبي حيث المرض العصبي اضطراب جسمي ينشأ عن تلف عضوي يصيب الجهاز العصبي مثل الشلل النصفي و الصرع ، ومن ثم يفضل استخدام مصطلح العصاب النفسي .


تعريف الضعف العصبي NEURASTHENIA:



هو نوع من العصاب قوامه الشعور الذاتي المستمر بالضعف النفسي العام الذي يصحبه أعراض عصبية وجسمية وهو خلل وظيفي في السلوك يتسم بالضعف .

ويطلق عليه البعض اسم ( الانهيار العصبي ) او ( الضعف النفسي ) او (الاعياء النفسي ) او ( استجابة الضعف ) او ( متلازمة التعب ) او ( رد فعل الضعف )

ولقد اطلق اسم( نيوراستينيا ) لاول مرة سنة 1869 ليعني عددا من الحالات العصبية التي تنجم عن الضغوط الحضارية الحديثة واستعمل هذا الاسم الامير بيرد وجعله بشمل عدد من الانحرافات في التكيف تشترك فيما بينها بمظاهر القلق والتوتر الانفعالي.


خصائص الضعف العصبي :



لضعف النفسي والجسمي وشدة التعب والاعياء والفتور والانهاك ، وقد يصل إلى درجة الانهيار وهو يكاد يكون حالة من ( التعب المزمن ) .


مدى حدوث الضعف العصبي :



هو من اشيع انماط العصاب النفسي والذي يعاني منه حوالي 5% من مجموع السكان وحوالي 10% او اكثر من مرضى العصاب … ويشاهد عند متوسطي العمر من الراشدين خاصة ربات البيوت المحبطات اللاتي يشعرن انهن مهملات من ازواجهن اللامبالين .

وهو ايضا يحدث لدى الذكور اكثر منه لدى الاناث ويشاهد بنسبة اكبر في الطبقات الاقتصادية الادنى .


الشخصية قبل المرض :


1. الانطواء والميل للعزلة والتمركز حول الزات .
2. الشعور بعدم الام والرفض والاحباط الانفعالى .
3. الشعور العام بعدم الرضا .
4. السلبية وقلة الكلام وقلة العمل .
5. الاعتمادية والحاجة الى المساندة والانتباه والحماية.
6. الهروب من المسئوليات
7. سيادة روح التشائم .
8. استمرار الشكوى .


اسباب المرض :



1. الصراع النفسي ذو التاريخ الطويل نتيجة تضارب الرغبات والاقدام والاحجام في السلوك مما يسبب الانهاك والضع والشعور بالعجز المفاجئ في حيل واساليب الدفاع النفسي الذي كان يعتمد عليها الشخص في مواجعة شعوره بالنقص.
2. النمو المضطرب للشخصية وعدم ضبط النفس واعتقاد الفرد بقلة حيلته وعدم ثقته بنفسهوالملل والحياة الرتيبة .
3. الاضطرابات الاسرية والانهيار الاسري وطرق التربية الخاطئة والهروب من تحمل المسئولية وسوء التوافق الاجتماعي.
4. العامل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الاسترخاء .
5. الحضارة الحديثة وضغوطها الشديدة ومطالبها الكثيرة وعدم الاستعداد لمواجهتها .
6. يعزي سيجموند فرويد الضعف العصبي الى الكبت الجنسي والسموم الجنسية والانحرافات الجنسية المفرطة .
7. التكوين الجسمي النحيف الواهن الذي يتصف اصحابه بشدة حساسية الجهاز العصبي .
8. القلق والصراع والاحباط.
9. الاستعداد الشخصي لتقبل المرض.


اعراض الضعف العصبي :


الاعراض الجسمية منها :



التعب المستمر ( دون اساس عضوي ) والشعور بالضعف العام لاقل مجهود والكسل ونقص الحيوية ، بعض الالام العامة الغير محددة والصداع وهبوط ضغط الدم والاحساس بضربات القلب وشحوب الوجه ، ضعف الشهية والامساك والضعف الجنسي ( عند الرجال ) واضرابات العادة الشهرية ( عند النساء ) والام الظهر خاصة الام القطني والعجزي ، والارق واضطراب النوم والاحلام المزعجة

الاعراض النفسية ومنها :



القلق العابر المصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار ، والشعور بالنقص والعجز ، تدهور الروح الوسرعة التهيج والغضب، عدم الرغبة في العمل والكسل وسوء التوافق المهني ، وعدم القدرة على تحمل المسئولية والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ، والشك في الناس وفتور النشاط الاجتماعي والاعتمام على الغير ، والخوف وتوهم المرض .


تشخيص الضعف العصبي :



من النادر ان يظهر الضعف العصبي كعصاب مستقل ولكنه يظهر كإضافة او عرض لمرض نفسي اخر ... وهنا ينبغي الاكثار من الوسائل التشخيصية ويجب المفارقة بين الضعف العصبي كلا من الامراض التالية ...

1. الاكتئاب : فالضعف العصبي يكون مستمرا والشكوى الاساسية هي الاعراض الوظيفية والاكتئاب احد هذه الاعراض ويناقش المريض اعراضه ويتحدث عنها
2. الفصام المبكر : ففي الفصام المبكر لا يهتم المريض بالمحيط الخارجي ويستغرق في احلام اليقظة وتظهر عنده الهذايانات والهلوسات.
3. الاضطراباتالعضوية الجسمية : مثل فقر الدم او نقص الفيتامينات او اضطراب الغدد الصماء واضطراب عمليات الهدم في الجسم.
4. التعبالجسمي : فالتعب الجسمي يحدث نتيجة الاجهادفي العمل وقضاء ساعات طويلة تحت الضغط العقلي والعضلي ونقص النوم ومثل هذا التعبيزيله الراحة والنوم اما التعب النفسي العصابي فهو يحدث في غيبة مثل هذه العواملالسابق ذكرها او عندما يستمر على الرغم من الراحة والنوم


علاج الضعف العصبي :


العلاج الطبي :



للاعراض العضوية الصريحة لدى المريضواستخدام المهدئات والمنومات واستخدام بعض المقويات مع الاهتمام بالراحة والنوم .وتفيد التمرينات الرياضية والعلاج بالماء.


العلاج النفسي والذي ينقسم لفرعين :


1. علاج دنيوي


وتستخدم فيه الطريقة المناسبة لعلاجالحالة مثل التحليل النفسي لازالة كافة الاسباب والاهتمام بمفهوم الذات واعادةالثقة ومعرفة الطريق لحل مشاكله ثم النضح ومساعدة المريض على ان يتقبل معركة الحياى بقةم وليس بضعف .

2. علاج ديني : ويتمثل في عدة خطوات...


1. الاعتراف : حيث يتحرر المريض من مشاعر الاثم والخطيئة ويخفف من عذاب الضمير وبذلك يعيد الىنفسه الرضا والطمأنينة .
2. التوبة :فهي في نظر الامام الغزالي (علم) معرفة وادراك ضرر الذنب المخالف لامر الله وهي (حال) الشعور بالذنب الفعلي و(فعل) ترتب على ماقبله وهو ترك الذنب والنزوح لعمل الخير.
3. الاستبصار بالنفس : في هذه الخطوة يحاول المعاج الدينيالوصول بالمريض الى فهم نفسه والتعرف على اسباب شقائه والتعرف على الوافع الكامنه
وراء ارتكابه لذلك الذنب .
4. تكوين اتجاهات وقيم اجتماعية : وذلك من خلال المراحل السابقةويبدا الانسان منها تقبل ذاته والاخرين وتنمو لديه القدرة على ضبط النفس وتحمل المسئولية والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية طيبة

العلاج الاجتماعي :


والعلاج الاسري وتحسين الظروف الاجتماعية زاثارة الميول والاهتمامات لدى المريض وهو قريب من المرحلة الرابعة من العلاج النفسي الديني مع الاهتمام بالعلاج البيئي وتعديل البيئة المباشرة المحيطة والاهتمام بالتوجيه المهني بغية تحقيق النجاح الحقيقي.

العلاج بالعمل والترويح :


حيث يعطي المريض بعض الاعمال التيحددت بعناية وويطلب اليه انجازها حيث يقضي معظم وقته لاتمامها حيث يتركز اهتمام المريض عليها ويتكون عنده شعور بالثقة بالنفس كلما انجز عمل متقنا ... حيث يصرفه عن اوهامه وضيقه وشكواه المستمرة واوجاعه الكثيرة حيث يتخلص من دائرة التمركز حول الذات.

اما عن النشاط الترويحي الذي يخرج المريض من دائرة الملل والسأم الى دائرة الفرح والسرور فايجاد بعض الالعاب المسلية التي تستهلك الطاقات وتروح عن النفس


حالة ضعف عصبي :


سيدة ارملة تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما ، وهي دائمة المرض والشكوى ويتخد مرضها صورا كثيرة فهي تشكوا من اضطراب القلب والام الصدر والدوخة والارق وضيق التنفس وعسر الهضم والصداع والاحساس بالضغط على النصف الاعلى من جسمها ، فضلا عن ذلك فهي تشكو من النسيام وتشعر بحالة من الكآبة كما انها شديدة الخوف والقلق فهي دائما قلقة على حالتها المالية وعلى صحتها وصحة اولادها . وهي تبدي كثير من القلق لابسط الامور فاذا دق التليفون توقعت حدوث كارثة .

وقد تبين من دراسة حالتها انها تعرضت لكثير من التجارب المؤلمة في حياتها السابقة . فقد ماتت امها وهي في العاشرة وسبب ذلك لها انهيارا عصبيا استمر معها فترة من الزمن

ثم تزوجت وهي في الثامنة عشر من عمرها وانجبت طفلين ، وقد تورط زوجها بعد ذلك في بعض الاعمال التجارية وسبب لك كثير من الارهاق لها وانتهى الامر بخسارة مالية كبيرة لزوجها ومكنذ ذلك الوقت ابتدأت تظهر اعراض المرض وكان عمرها حينذاك ثلاثون عاما.

وفي سن الثالثة والثلاثين مات زوجها وكانت الصدمة اقوى من ان تتحملها فمرضت عده اسابيع ثم ساءت حالتها المالية واضربت
حياتها كما ظهر عليها اعراض المرض بشكل واضح.


خاتمة :


مما سبق نستنتج ان الوهن العصبي او الضعف العصبي هو مرض العصر وهذا رأي الشخصي فناتج المدنية والضغط النفسي في العمل او في الحياة اليومية قد يولد الكثير من الضغوط والتي مع استمرارها واستمرار التاثير على الرغم من صغرها او حتى تاتي على فترات طويلة قد تتجمع كالبركان الذي يعبا حممه
لسنين طويله ولنه يثور والنهاية يدمر نفسه اولا ثم من حوله .....

***** اللهم عافينا واعفوا عنا آمين

.............


*** المراجع ***



1.الصحة النفسية والعلاج النفسي – أ.د. حامد عبد السلام زهران – عالم الكتب – الطبعة الرابعة 1426 هـ / 2005 م
2.الصحة النفسية في ضوء الإسلام – د. محمد محمود محمد – دار الزهراء – الرياض – الطبعة الاولى – 1429 هـ / 2009 م
[b]3.الامراض النفسية ، الجزء الثاني – د. فائز محمد علي الحاج – المكتب الاسلامي – الطبعة الثانية 1407هـ / 1987 م
4. شبكة موسوعة دهشة الالكترونية :
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=32911
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شكرا جزيلا kiki